العلاقات الحميمة

مواضيع مُهِمّة

في هذا المقال سنَرى الأسباب المنطِقِيّة التي تجعلنا نأخذ تعاليم الكتاب المقدس عن الجنس على محمل الجد.

لقد خلق الله البشر وبداخلهم هذه الرغبة وقصد الله بها شيئاً جميلاً، وجيداً جداً. الجنس ليس فقط وسيلة للحمل، بل هو وسيلة للمتعة والتعبير العاطفي عن الحب الشديد. لكن الله وضعه ضمن إطار علاقة زوجية مدى الحياة بين رجل واحد وامرأة واحدة. الثقافة المعاصرة بغالبيتها تخلت عن هذا المفهوم، ولكن ماذا بالنسبة للمؤمنين، هل للأمر علاقة بالثقافة السائدة؟؟ بالطبع لا

إن الله لم يصمم الجنس لنستمتع ونصل إلى النشوة من خلاله بل هو للتعبير عن الحب والألفة الجسدية والعلاقة الحميمة.
إن ممارسة الجنس مع أحدهم لها أهمية كبيرة وتنطوي على معان عميقة وإساءة استخدام الجنس يمكن أن تكون مدمرة . هناك قصة جميلة عن قضية في المحكمة قام فيها رجل بمقاضاة مصنع جزازة للأعشاب لأنه جرح نفسة أثناء استخدامها لتزيين بعض الشجيرات مُدّعياً أن إرشادات الإستعمال لم تقل أنه لا يجب أن تستعملها لهذا الشيء. والأمر كذلك مع الجنس فقد وجد لهدف وفيه الكثير من القوة التي تكون مدمرة ومؤذية اذا لم تستخدم بحسب تعليمات الخالق.

لفهم رأي الكتاب المقدس وما يعلمه بخصوص الجنس علينا أن نعرف الفرق بين الحب والشهوة. الحب يكرّم ويقدّر ويطلب الأفضل للمحبوب، الحب يركز على الطرف الاخر بتضحية وعدم أنانية و عدم هروب من الإلتزام بينما الشهوة تسعى لإستخدام الأشياء أو الناس لإشباع رغباتها وتسديد احتياجاتها ، الشهوة أنانية وذاتية وترفض كل التزام.
الحب والشهوة على طرفي نقيض وهما في صراع صريح معاً، والسؤال الذي ينبغي علينا أن نسأله هو:” هل علاقاتنا الجنسية تعبّر عن حب أم شهوة؟“ هل هي” أريد أن أكرمك وأقدرك و أمنحك ذاتي“؟ أم هي” أريد أن أستخدمك كأداة لإشبع رغبتي في الوصول إلى النشوة وأستغلك وآخذ منك“؟ لقد صمم الله الجنس كتعبير عن الحب وإستخدامه لإشباع الشهوه هي كذبة خطيرة ومدمرة إلى أبعد الحدود .
ما هو دور الزواج في هذا الأمر؟

الزواج هو لغز عميق، اتحاد شخصين ليصبحا شخصاً واحداً، وإن أخذنا الزواج بمفهومه كالتزام غير مشروط من الوفاء والإخلاص مدى الحياة فإنه يساعدنا على التمييز بين الحب والشهوة. كيف يمكننا أن نعرف حقيقةً أننا نحب شخص بشكل يكفي لممارسة الجنس معه؟ الإجابة هي: هل أنا مستعد أن ألتزم معه وأرتبط به مدى الحياة؟ أي هل أريد الزواج به؟

الخلاصة:
الشهوة هي أمر مغري وقوي جداً لكنها أنانية وتتعارض تماماً مع الحب عندما نقوم بإشباع رغباتنا وشهواتنا بشكل غير صحيح فإننا ننجرف بطريقة شنيعة نحو العزلة والوحدة والقلق والفراغ وعدم الشعور بالأمان. فماذا يبقى لنا عندما تصبح النشوة الجنسية مملة وغير مرضية؟ سنبقى وحدنا لنواجه الألم و الذنب و الوحدة.
إن الحب مع الإلتزام أمر بغاية الأهمية وهو شيء ثمين جداً يتطلب الشرف والاحترام والمغفرة والتضحية والعمل الجاد وهو الطريق للخروج من الوحدة والألم واليأس والشك التي تعذب مجتمعاتنا، واذا استبدلنا الحب بالشهوة سننتهي بشعور غير أصيل و لا معنى له.

قصد الله لنا أن نتحرر من قوّة ومن عبودية الشهوة ونتجه نحو الحب الحقيقي والطاهر، لذلك فإنه يعرض علينا كل المغفرة التي نحتاجها لنكون في علاقة شخصية حميمة معه، والحب الذي نختبره في علاقتنا مع الله يبدأ بالظهور في علاقتنا مع بعضنا البعض.

إذا كُنت تُريد معرِفة المزيد عن هذه العلاقة الفريدة المُميَّزة مع الله أرسل لنا عبارة ”علاقة جديدة“.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *