لماذا مات يسوع؟
صلب القادةُ الدينيون يسوعَ بتهمة التجديف وادِّعائه بأنه الله، وقد قتلوه بهذه التهمة. لكن هل كانوا بالفعل مسؤولين عن ذلك؟
قبل موت يسوع بأسابيع، كان لعازر صديقه ميتًا منذ أربعة أيام، لكن يسوع أقامه من الموت علانيةً. وكذلك شفى جميع الأمراض والأسقام، حتى الأعمى منذ ولادته والمُقعد الذي لم يستطِع المشي قط. وأجرى يسوع المعجزات الواحدة تلو الأخرى. وقبل صلبه، كانوا يقولون: ”انْظُرُوا! هُوَذَا الْعَالَمُ قَدْ ذَهَبَ وَرَاءَهُ!“ (يوحنا 12: 19)، بسبب معجزاته.
لقد كان له سُلطان مطلق. وفي ضوء ذلك، لم يقتله ألمُ الجَلدِ ولا الشَوك على رأسه ولا المسامير التي في يديه ورجليه، ولا حتى المَوت والإِختِناق البَطِيء على الصليب؛ فقد كان بإمكان يسوع أن ينزل من على الصليب في أي لحظة. لقد اختار يسوع أن يموت وكان واضحًا للغاية في ذلك.
فقد قال يسوع بصراحة إنَّه اختار أن يَضَع نفسه لأجلنا: ”لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ“. (يوحنا 15: 13) لكن لماذا فعل ذلك؟
رأى يسوعُ أننا في أشد الإِحتياج، كما رأى أن حياتنا لا تسير على ما يُرام؛ فلم نكن نعيش حياة الملء والشبع وكذلك لم نكن نعمل الأعمال الصالحة التي خلقنا الله لأجلها. فضلا عن ذلك، كنا مُعرَّضين لخطر الموت الأبدي والانفصال عنه، وبالتالي عدم إختبار الحياة الأبدية مُطلقًا؛ لأننا كنا منفصلين عنه بسبب خطايانا. وإيمانًا منه بأننا نحتاج إلى الخلاص والغفران، فقد بذل أقصى ما في وسعه بصورةٍ مدهشةٍ.
على الصليب لم يعانِ يسوعُ من الألم فحسب، بل مات أيضًا لأجلنا علامةً على محبته لنا. وكان هذا الموت ضروريًّا من وجهة نظره؛ فإما أن نموت نحن وننفصل أنفصالاً أبديًّا عنه بسبب خطايانا، أو يموت يسوع بدلًا عنا، ومن ثم نحيا نحن، بل ونتمتع بغفران خطايانا، ونعرفه معرفةً أبديةً.
لقد تألم يسوع ومات بسبب خطايانا، ثم قام من الأموات بعد ثلاثة أيام، وتغلب على كل ذلك. لم تَمنَعه الخطية ولا حتى الموت، وهو يريدنا أن نختبر هذه الغلبة نفسها من خلاله. إنه قرارنا بأن نقبل غفرانه الذي يقدمه لنا من خلال الاتجاه نحوه وطلب غفرانه ودخول حياتنا أو عدم قبول ذلك.