سأختار الفرح اليوم
الجميع يُريدون أن يكونوا سُعداء. لو سألنا الناس ما هو طموحهُم الأول في الحياة، فإن مُعظَمهُم سوف يقولون، “نُريد أن نكون سُعداء فحسب”.
من السهل أن نشعُر بالسعادة عندما يسير كل شيء على طريقتِنا. لكن ماذا عن باقي حياتنا؟ هل تشعر بالسعادة فقط عندما يسير كل شيء كما خطَّت لَهُ؟
لو كان الأمر كذلك، فسوف نشعر بالتعاسة في أوقات كثيرة من حياتنا.
كيف يُمكننا أن نظَل إيجابيين في عالم سلبي؟ كيف يُمكننا أن نعيش مُتفائلين عندما ينهار كُل شيء؟
إن السعادة تعتَمِد على الأحداث والظروف التي تُحيط حياتنا. فقد أشعر بالسعادة اليوم لأنه قد تصادف أن الأمور حدثت على نحو صحيح.
أما الفرح فهو أمر مُختلف. إنه أعمق. يُعتبر الفرح إتجاها، وإختياراً. الفرح هو عمل داخلي. وهو لا يعتمد على الظروف. إنه اختيارك أن تفرح. يمكنك أن تختار أن تكون مبتهجاً بغض النظر عن الظروف. فالفرح هو ما يجعل الحياة ممتعة. عندما نتعلم أن نختار الفرح سوف تتحسن الحياة إلى حد كبير.
يُوصينا الكتاب المُقدس بأن نكون “فرحين في الرجاء” (رومية 12: 12). فالرجاء الذي لنا بالمسيح هو السبب الأول الذي يجعلنا نفرح، حتى في المواقِف الصعبة. وهذا الرجاء هو يقيننا أننا سنكون مع الله للأبد.
سبب آخر للفَرَح في حياة المؤمن هو أن الله دائماً معنا. بغض النظر أين نحن أو ما الذي نواجهه. “إذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا تغمُرُك. إذا مشيت في النار لا تُلذع واللهيب لا يحرُقُك”. (أشعياء 43: 2)
لو مهما كانت الصعاب التي تمُرّ بها إن الله معك ولا شيء يمكنه أن يغمُرك أو يُدمِرك. حتى الشيطان لا يستطيع ذلك. فهو لا يملك القوة الكافية. مهما كان ما تجتازه في الحياة، فإنك لن تجتازه بمُفردك. وهذا هو سبب الفرح!
إن الفرح يُشبه العضلة. كُلما مرّنتها، كلما أصبحت أقوى. لذلك طوِّر إتجاهاً بالإمتِنان. تقول رسالة تسالونيكي الأولى 5: 18 “أشكروا في كُلِّ شَيء، لأنّ هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جِهَتِكُم”. يرى عُلماء النفس أن الشعور بالإمتِنان يُعتبر من أصح المشاعِر. والأشخاص الأكثر إمتِناناً هم حقاً أكثر الناس فرَحاً. لذلك عبِّر عن إمتنانك لله.
ولكن أيضاً إزرع الفرح الداخلي عن طريق العطاء. فالرب يسوع يُعلِّمنا أنه “مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخِذ” (أعمال 20: 35). يبدأ الفرح حالما ننزع التركيز عن أنفُسنا ونُركز على مساعدة الآخرين.
الفرح أمر قد يخدع الكثيرين، فثقافة العالم الذي نعيش فيه تقول: “عش لنفسك وانس أمر الآخرين”. غير أن ربنا يخبرنا أن الفرح ينبع من تطوير إتجاه من الإمتنان والعطاء، وهذه التدريبات لو اختَرت أن تقوم بها ستَجعَلُك شخصاً فرِحاً بإستِمرار.