بل بتواضُع

تأمُّلات

بل بتواضُع، حاسبين بعضُكُم البَعض أفضَل من أنفُسِهِم (فيلبي 2: 3)

كان يسوع واضحاً في تعليمه عن التواضع لتلاميذه ومن خلالهم إلى الفرّيسين والكتبة الذين ينصّبون أنفسهم قضاة على ضمائر الناس وحياتهم الرّوحية والأدبية والإجتماعية بقوله: “ليكن أكبركُم خادماً لكم. فمن رفع نفسه وضِعَ، ومن وضَعَ نفسه رُفِع”(متّى 12:11). وقال أيضاً: ”تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحُكُم. احملوا نيري عليكُم وتعلَّموا مني، لأنِّي وديع ومُتواضِع القَلب، فتجِدوا راحة لنفوسِكُم“ (متّى 28:11-29)، فالتواضع هو طريق العظمة الحقيقية والرفعة، التي تترجم في الحياة خدمةً صالحة تعمل على بناء الإنسان ومجتمعه بناءً صحيحاً.

أّن تُقدِّر الآخرين أكثر من نفسِك هذا أمر غير طبيعي، فالطبيعة البشرية الساقطة تتمرد على أمر كهذا في صميم الأنا.

لذلك إن فِعل هذا الأمر هو مُستحيل من وُجهة نَظَر إنسانِيّة، فنحن لا نملك القوة من ذواتِنا لكي نُفضِل الآخرين على أنفُسِنا. ولكِن الأمر مُمكن تحقيقه بقوَّة الله، فالروح القُدس الذي يسكُن فينا يُقوِينا على إنكار الذات لِكَي نُكرِم الآخرين.

إن المَثَل الأعلى لإنكار الذات هو ربنا يسوع المسيح، فلقد وضَع نفسه لكي نرتفع، وأصبَح فقيراً لكي نستَغني، ومات لكي تكون لنا حياة.

ليكُن فيكُم هذا الفِكر الذي كان أيضاً في المسيح يسوع.