إلَه واحِد أم ثلاثة؟

سؤال وجواب

علينا أن ندرك ونحن نتحدث عن الله بأننا نخطو على أرض مقدسة، لأننا نتحدث عن علّة العلل وموضوع المواضيع وأصل الأصول ومصدر كل حياة وغايتها، ولذا فإننا لا نستطيع أن نتناوله باستحقاق أو نسمح لأنفسنا بالدخول إلى مجال الافتراضات والاستنتاج خارج دائرة الوحي الإلهي. إن الله هو أكبر من عقولنا المحدودة التي خلقها ومن قدرتها على استيعابه، ولو فهمنا الله بشكل كامل لما كان هو الله ولكُنا أعظم منه، فالله الذي لا يقع تحت قياس العقل يتوقع من الإنسان قبول إعلانات الله عن ذاته والتسليم بها. فبالرغم أن إعلانات الله عن ذاته فوق العقل إلا أنها ليست ضده.

يعلن الكتاب المقدس أن الله هو إله واحد كائن، ولكن عندَهُ ثلاث شخصِيات. وهذا ليس تناقُضاً، فلو قُلنا أنه كائن واحد بثلاث كائنات فذلك تناقُض. أو لو قلنا أنه شخص بثلاثة شخصيات فهذا تناقُض.

 

فما هو الفرق بين الكائن والشخص أو الشخصية؟

إن الكائن هو الميزة التي تجعلُك ما أنت عليه. فالكائن هو الماهيّة:  أيّ حقيقة الشَّيء، ذاته، وجوهره. أما الشخص أو الشخصية هو ما يجعلك مُختَلِف عن شخص آخر.

على سبيل المِثال: أنا كياني إنسان، ولكن إذا سألتني من أنت؟ لن يكون جوابي لك أنا إنسان، ولكن سأقول لك أخوك “فلان” وأنا إنسان. عندي يدين، رجلين، وجه…  ولكن هذا ليس من أنا عليه، فما أنا عليه هو شخص مُحِب، يهتَم لأمرَك.

فما أنا عليه مُختلِف عن من أنا!

أنا فلان = شخص                   ولكنني إنسان = ماهيّة (جوهر)

وهذا ما يتألف منه البشر: إنسان واحد بشخصية واحدة.

أما مع الله فالأمر مُختَلِف: فالله كائن واحد بثلاثة شخصيات مُختلفة: الآب والإبن والروح القُدس. هؤلاء الشخصيات مُتساويين في الجوهر أو الماهيّة لأنّهُم من نفس الطبيعة فهُم الله.

إذا رغِبتَ في معرِفة المزيد عن هذا الموضوع لا تَتَرَدَّد في التواصُل معنا.